انتظار | معرض

من مجموعة «انتظار»

 

قد تكون حالة الانتظار الحالة الشعوريّة الأكثر استمراريّة، وحضورًا، وتأثيرًا في تشكيل الزمن الفلسطينيّ منذ النكبة وحتّى الآن. وقد اشتغلت الفنّانة التشكيليّة رغدة زيتون في مجموعة «انتظار» على توثيق هذه الحالة وتحويل لوحاتها إلى متحف ذاكرة بصريّة يُخلّد خصوصيّة انتظار المرأة في القرية الفلسطينيّة.

تقول زيتون عن هذه الحالة:"كان من عادات النساء في القرى الفلسطينيّة الجلوس أمام بيوتهنّ صباحًا أو ما بعد العصر. كنت أجدهنّ دومًا في حالة انتظار ربّما لزوج، أو لمغترب في الوطن العربيّ، أو لابن من سجون الاحتلال. اشتغلت في اللوحات على تصوير هذه المشاهد بتنوّعها؛ فقد تكون المرأة وحيدة، أو رفقة صديقة أو قريبة. وكذلك أوليت أهمّيّة خاصّة لملابسهنّ، وتحديدًا لنساء بلدتي، من خلال التركيز على الثوب أو الفستان الفلّاحيّ بألوانه الزاهية. حيث لبست النساء الأقمشة الخفيفة الملوّنة بالصيف، والأثواب المصنوعة من قماش المخمل المزركش.

معظم نساء بلدتي كنّ يرتدين الفستان الفلّاحيّ بغضّ النظر عن أعمارهنّ، لكنّني أشعر حاليًّا أنّنا في مرحلة فقدانه، فمَنْ تلبسن هذه الأثواب حاليًّا تزيد أعمارهنّ عن السبعين عامًا، وما عدت أشاهد الثوب الفلّاحيّ إلّا نادرًا.

أردت من خلال اللوحات أوّلًا توثيق وتخليد هذه الملابس الشعبيّة، وكذلك تصويرها في الوضعيّات الّتي اعتدت على مشاهدة النساء يتّخذنها. كذلك ثمّة ملاحظة مهمّة وهي أنّ تركيز الفنّ التشكيليّ الفلسطينيّ دائمًا ما كان منصبًّا على الثوب الفلسطينيّ المطرّز، على الرغم من وجود شريحة كبيرة من النساء اللواتي لم يلبسنه وإنّما ارتدين أثوابًا أخرى مثل الظاهرة في اللوحات".

تتنوّع وضعيّات حالات انتظار النساء في المجموعة، وكذلك تتنوّع أشكالهنّ؛ فثمّة النساء الجالسات برؤوس منحنية دلالة على طول فترة الانتظار والحزن المصاحب لها، وثمّة نساءً برقبة طويلة تدلّل على الصبر، والشموخ، والصمود، والثبات في الأرض. كما تحضر عناصر أخرى تُكْمِلُ، وتدلّل على علاقات أخرى حاضرة في اللوحات منها العلاقة بالأرض من خلال ظهور الأزهار الموسميّة مثل الأقحوان وشقائق النعمان. إضافة إلى عناصر حيوانيّة أخرى مثل الحصان، وعصفور الدوري، والحمام الّذي ربّته النساء في بيوتهنّ.

تنشر فُسْحَة – ثقافيّة فلسطينيّة معرضًا لممجموعة «انتظار».

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

رغدة زيتون

 

 

 

فنّانة فلسطينيّة درست «الفنون التشكيليّة» في «جامعة النجاح الوطنيّة»، وتدرّس في قسم «الفنون التشكيليّة» في الجامعة نفسها منذ عام 2005. شاركت في عدد من المعارض داخل وخارج فلسطين.